الجمعة، 14 مارس 2008

بورترية : عندما تصافحك


أهناك شيء أروع من هذا؟؟





أن تترك كفها ليستقر فى يدك وقد علا وجهها بسمة حب ، تترك كفها بلا أدنى أحساس بالخوف أو القلق وكأن ما يحدث الأن بينكما لا يحدث للمرة الأولى ،بل حدث كثيراً من قبل ولكنك أسقطته سهواً من الذاكرة .....؟





بلا أدنى أحساس بالخوف أو القلق - بل على العكس - إن الذبذبة المنتقلة منها إليك ، ذلك التيار الهادئ المنساب من يدها إلى راحتك ، يقول أنها تشعر بالأمان ...أقصى درجات الأمان ، أن يدها الأن فى مكانها الطبيعى ومن حقها أن تستريح بعد أن قضت مامضى من عمرها بعيدة عنك ..من حقها أن تسكن بعد أن ظلت هائمة لسنوات طويلة لا تصافح سوى أيدى آلية لا تعرف الحب





أصابعك تراقص أصابعها .....تدور حولها...تعانقها ، تناجيها بحديث هامس لم تسمعه أذن ولم يكتبه قلم ، تتحرك خلايا أناملك لتمتزج بخلايا أناملها ، تعطيها شيء من ليل بشرتك وتأخذ شيء من نهار بشرتها ، تختلطان حتى يختلط عليكما الأمر ، ولا يدرك أي منكما أين يده وأأين اليد الاخرى...التى لم تعد أخرى ، لينتهى المر بأيدى جديدة لها لون جديد ، لا ينتمى للونك أو لونها... بل هو مزيج من كليكما





تطول المصافحة حتى يشعر بها كل من حولكما ، وتشعرا أنتما بالخجل ، ولكنك لا تفكر فى ترك يدها ، كما لا تفكر هى فى جذبها ، أصبحتما على أستعدا لقضاء بقية العمر متشابكين الأصابع باسمين الشفاة.....لا شيء يهم، قالها إحسان عبدالقدوس من قبل ، وتقولاها أنتما اليوم على الرغم من أنكما لم تقرآ الرواية ، لا شيء يهم ....كلاً منكما أكتفى بالأخر ....بمصافحة الأخر ، بلمسة الحب الحانية الصادقة والتيار الهادئ المنساب والذى يخبرك فى همس يزيدك سعادة أن الأمور لا تسير فى أتجاة واحد بل فى أتجاهين ، وأنه مثلما ينتقل منها إليك ينساب منك إليها ، أنها تشعر بك مثلما -تشعر بها ، تعلم بسعادتك لرؤيتها ونشوتك لمصافحتها



مادمتما سوياً لا شيء يهم



تضغط برفق على يدها ، تبثها المزيد من الحب والقة المليء بها قلبك ، وتجيبك هى بنظرات فرحة عاشقة تسرقها فى خجل وحياء قبل أن تهبط بعيونها إلى الأرض ، وقد أصطبغت وجنتيها باللون الأحمر ..يون الورد



عيونك تنظر لكل شيء حولك ثم تعود إلى وجهه رفيقتك ، السماء .. رفيقتك .. النجوم .. رفيقتك .. الساعة..رفيقتك ، تدرك أن كل ما عشته لم يتجاوز بضعة ثوانى .. بضعة ثوانى لم تعش مثلها فى عمرك بأكمله ، تدرك هي ما تفكر فيه ..أنها تقرأك ككتاب مفتوح ، تسمع أفكارك واضحة فى عقلها ، تبدأ عملية جذب خفيفة قارعة أجراس الفراق ، لا يمكن أن يستمر الوضع للأبد .. لابد من نهاية ، لكن عقلك يرفض أن يصدق هذا ...يرفض أن يصدق يدها التي بدأت تتسلل فى رفق إلى خارج راحة يدك


"من يترك الجنة بعد أن ولجها "


هكذا تقول لنفسك ، وهكذا تدفع بيدك الثانية إلى الساحة ، كفها بين راحتيك ...تراه أنت مُحتضن وتراه هى مُحاصر ،تنظر إليك نظرة هالك ما وجدته فيها من وجل...تفكر فى سرعة كيف تداوى جرح لم يحدث بعد ، عقلك يتوقف ولكن شفتيك تفعلها ، تتمتم بكلمة رباعية الأحرف ، تتغير النظرة فى عيونها إلى شيء من الأمتنان ، هى ممتنة لك لأنك تحبها ولكنها لا تعلم مدى أمتنانك لها لأنها صافحتك ، تترك يدها تكمل تسللها بعيداً عن يدك قبل أن تغمض عيناك حتى لا تراها وهي تبتعد


ربما أنتهت المصافحة ، ولكنها تركت لك مايكفيك حتى الغد


حتى المصافحة القادمة


حتى نهاية العمر...وأنت بهذا راض وسعيد


تمت بحمد الله